--------------------------------------------------------------------
مقدمة و تمهيد :
--------------------
الحمد لله معز الإسلام بنصره، ومذل الشرك بقهره، ومصرف الأمور بأمره, ومديم النعم بشكره, ومستدرج الكافرين بمكره, الذي قدر الأيام دولا بعدله, وجعل العاقبة للمتقين بفضله, وأفاء على عباده من ظله, وأظهر دينه على الدين كله, القاهر فوق عباده فلا يمانع, والظاهر على خليقته فلا ينازع, والأمر بما يشاء فلا يراجع, والحاكم بما يريد فلا يدافع.
أيها الناس أبشروا برضوان الله الذي هو الغاية القصوى والدرجة العليا لما يسره الله على أيديكم من استرداد هذه الضالة, من الأمة الضالة, وردها إلى مقرها من الإسلام, بعد ابتذالها في أيدي المشركين قريبا من مئة عام, وتطهير هذا البيت الذي أذن الله أن يرفع وأن يذكر فيه اسمه وإماطة الشرك عن طرقه ...
------------------------------------------------------------------
كانت هذه الكلمات الرائعة مقدمة لخطبة القاضي الفاضل* في أول جمعة تقام فى بيت المقدس بعد طرد الصليبيين منه و انتصار المسلمين علي يد البطل الخالد الناصر صلاح الدين .. بعد أن دنسها الصليبيون مايقرب من قرن من الزمان ...
😐 فماذا كانت قصة رحلة الفتح ؟ و ماذا كانت قصة الحروب الصليبية ؟
-------------------------------------------------------------------
*القاضي الفاضل
عبد الرحيم البيساني، المعروف بالقاضي الفاضل (526هـ - 596هـ) أحد الأئمة الكتَّاب، ووزير السلطان صلاح الدين الأيوبي حيث قال فيه صلاح الدين (لا تظنوا أني فتحت البلاد بالعساكر إنما فتحتها بقلم القاضي الفاضل)
☆ من عباراته :
إنِّي رأيتُ أنَّه لا يكتُبُ إنسانٌ كتابًا في يومِه؛ إلاَّ قالَ في غَدِهِ: لو غُيِّرَ هذا لكان أحسنَ، ولو زِيدَ كذا لكان يُستَحسَنُ، ولو قُدِّمَ هذا لكان أفضلَ، ولو تُرِكَ هذا لكان أجملَ. هذا مِنْ أعظَمِ العِبَرِ، وهو دليلٌ علَى استيلاءِ النَّقصِ علَى جُملةِ البَشَرِ.
-------------------------------------------------------------------
🔸في الواقع أن الحروب الصليبية هي بالفعل أولى الموضوعات بالحديث عنها للأسباب :
- انها كانت فترة انتكاسة في تاريخ أمتنا أمكن لآبائنا التغلب عليها و إعادة الأمة لمكانة مشرفة بين الأمم ؛
وما أجدرنا أن نتأسي بهم فنحن نمر بانتكاسة لكننا فقدنا الأمل وقعدنا لا نحرك ساكنا !!
- ان كل الموضوعات الأخري أو معظمها يمكن إدراجها تحت عنوان هذا الموضوع ؛ فهى إما أثر من آثار الحرب الصليبية التى لا زالت قائمة ! أو أنها تخدم تلك الحرب ؛ أو أنها جزء أو تمهيد أو أسلوب من أساليبها .
-------------------------------------------
🔹كتب آلاف الكتاب والمؤلفين والباحثين شرقا وغربا و في كل أنحاء العالم عن الحروب الصليبية ؛ على مدى ما يقرب من ألف عام !!
ولو أردنا أن نحصي ذلك ما استطعنا أبدا !!
لكننا سنحاول تلخيص أشهر ما كتبوه .
- أسباب و كيفية نشأة فكرة الحروب الصليبية منذا البداية
- دور الكنيسة الغربية النشط في إثارتها .
- دور الفاطميين وضعف المسلمين فى إغراء الغرب بإرسال الحملات.
- كيف قابلت الشعوب الأوربية تلك الدعوات بالحماسة والترحاب بينما كانت شعوبنا منصرفة عن دعاة الجهاد كما نحن اليوم !!
- كيف بدأ مشوار الجهاد ضد هذه الحملات بجهود ضئلة و لم ييأس آباؤنا واستمروا لثلاثة قرون في كفاحهم حتى النصر !!
- سنقدم تراجم للعديد من أبطالنا وسنلاحظ أنهم كانوا كلهم هدفا للشيعة فقتل أغلبهم على يد الباطنيين أو الحشاشين أو الاسماعيلية والصفويين ولست أدرى هل هؤلاء مسلمون أم ذياب الأعداء لبسوا جلودنا !!
- سنقدم تراجم لأشهر الأعداء أيضا .
- سنتكلم عن أن الحملات لم تكن على المشرق فحسب بل كانت فى كل أنحاء الأرض المسلمة .
وسنقدم تراجم لأبطال المغرب العربي وفرسان الأندلس الذين تصدوا لها زمنا وعن الأبطال في الشمال من المنطقة العربية وحتى القوقاز والقرم وأوزبكستان وماوراء النهر فقد كانت حربا شاملة على كل من قال لا إله إلا الله تماما كما يحدث في هذه الأيام بينما معظمنا يضحك في سذاجة ولا يدرى عن مصيره شيئا !!
- سنتكلم عن تعاون الصليبيين مع التتار ضدنا وعن تعاون أقلياتهم عندنا مع تلك الحملات .
👌وأخيرا نود أن نشير إلى أن الحملات الصليبية في أي زمان وفى أى مكان لم يكن الهدف منها الاحتلال والسلب والنهب أو السيطرة على بعض المقدسات فليست هذه هى الأهداف ولكنها بعض النتائج ؛
الهدف من الحروب الصليبية في كل زمان وفى كل مكان حتى ساعة كتابة هذه المقدمة هو إبادة الإسلام فإن لم يمكنهم فليبيدوا المسلمين !! هذا هو الواقع دون زيادة حرف !!!!!!!!!!
🔸"ولا يزالون يقاتلونكم حتى يردوكم عن دينكم إن استطاعوا "🔸
وقال ربكم لرسوله (صلى الله عليه وسلم) ولك أنت أيضا :
وَلَن تَرْضَىٰ عَنكَ الْيَهُودُ وَلَا النَّصَارَىٰ حَتَّىٰ تَتَّبِعَ مِلَّتَهُمْ ۗ قُلْ إِنَّ هُدَى اللَّهِ هُوَ الْهُدَىٰ ۗ وَلَئِنِ اتَّبَعْتَ أَهْوَاءَهُم بَعْدَ الَّذِي جَاءَكَ مِنَ الْعِلْمِ ۙ مَا لَكَ مِنَ اللَّهِ مِن وَلِيٍّ وَلَا نَصِيرٍ (120) البقرة .
فهو صراع أبدي لن يمكنك أن تعيش مسلما في هذا العالم إلا إذا دافعت عن دينك وعن نفسك !!!!!!!!! والبقية أنت تعرفها ؛
***********************
الحروب الصليبة موضوع ضخم جدا و ممتد .
تعليقات
إرسال تعليق