- مقطع أسفله لمشهد دعائي اسباني من سنة 1934م، لريافة بنواحي الحسيمة، يركبون قواربهم لمزاولة أنشطة الصيد والتنقل ...
هذه المراكب التقليدية عتيقة قدم التاريخ ويرجع تاريخها لعشرات القرون وبها كان تتم عمليات الاغارة على ساحل ايبيريا و التوافد على باتيكيا Baetica والبليار قصد الاستيطان والاستقرار منذ العصر البوني.
اذ تزخر المصادر والشواهد التاريخية بكثير من الشهادات، حول أعمال القرصنة والتجارة و التنقل بين ضفتي بحر البوران، وقد عرفت أوجها في العصر الاسلامي الوسيط بين مراسي الريف والأندلس.
وقد استمرت حتى بعد سقوط غرناطة اذ تحول معظمها لأعمال قرصنة (جهاد بحري)، لعل أخرها يرجع لأواخر القرن 19م، حينما كانت قبائل بقوية تغير على السفن التجارية الأوروبية، وهو ماكلفها الثمن غاليا عندما قام المخزن بتنظيم حملة عسكرية لتأديبها فيما يعرف بحملة بوشتى البغدادي.
يشار أيضا الى أن حركة هجرة الريافة عبر القوارب قد استمرت خاصة باتجاه الساحل الجزائري وخصوصا وهران حيث اتفقت كل من فرنسا واسبانيا على استقطاب العمالة الريفية في مصانع و مزارع فرنسا بالغرب الجزائري.
وقد حاولت جمهورية الريف، تحديث قطاع البحرية الريفية بتأسيسها لمفتشية البحرية تحت قيادة الرايس مسعوذ نعما سيبيرا إلى غاية استشهاده سنة 1925 ، إذ عينت الحكومة الريفية مفتشا جديدا هو القائد حدو ن عري لمعلم الذي إستمر في هذا المنصب إلى غاية سقوط الدولة.
كان التفتيش البحري يتم تحت إشراف وزارة الشؤون الخارجية في حكومة الريف، إذ يتكون أسطولها من باخرة كبيرة و زورقين سريعين و 30 بحارا محترفا، إلى مجموعة من المراكب الأخرى المخصصة لنقل المسافرين والبضائع والمؤن وكذا الأسلحة وقطع غيارها وحتى لخفر السواحل وخدمة الميناء الذي حاول الرئيس محمد بن عبد الكريم الخطابي، إنشائه في شاطئ : إسري .
و نظرا لأهمية قطاع البحرية بالنسبة للقيادة الريفية خصص علم خاص بها، وكذا شارات خاصة بالبحارة كل حسب وضيفته ( النقل البحري + القوات البحرية + الصيد البحري…).
حيث أعتمد عليها في فك الحصار عن الريف، وتزويد الجيش الريفي بالسلاح والمؤن، كما شكلت قطع هذه البحرية وسيلة لتنقل الريفيين مقاتلين ومدنيين بين مختلف مناطق الساحل الريفي، إذ يعتبر ريفيوا الساحل بحارة مهرة بالفطرة! بسبب إحتكاكهم الباكر والمستمر بالبحر.
منقول عن صفحة المزمة الثقافية ELMAZAMA الفايسبوكية.

تعليقات
إرسال تعليق