نسب الأسرة العلوية حاكمة المغرب من محمد السادس الى رسول الله ﷺ.

 

-------------------------------------------------------

إشتهرَ ملوك المُلَثَّمين بحرصهم على نشر الإسلام وكسر شوكة أعدائه .

و كان أشهرهم الملك «تيولوثان بن تيكلان اللمتوني» الذى حارب القبائل الوثنية ونشر بينها الإسلام، وبعد وفاته سنة 222هـ خلفه حفيده الآثر الذى دام حكمه حتى وفاته عام 287هـ، فخلفه ابنه تميم الذى قتل عام 306هـ/ 920م على يد مشايخ صنهاجة. 

وبعد ذلك افترقت كلمة المُلَثَّمين، وضاعت كثير من تعاليم الدين واستمرَّ شتاتهم مدة مائة وعشرين سنة الى أن قام بالأمر الأمير محمد بن تيفاوت اللمتوني.. الذى وحَّدَهم، وقد استشهد هذا الأمير بعد ثلاث سنوات من حُكمِه على يد الوثنيين، فقام بالأمر بعده صهره الأمير يحيى بن إبراهيم الجدالي الذى قاد قَومه نحو دين الله بعد رجوعه مِن حِجِّه ورحلته المشهورة.

-------------------------------------------------------------------

🚩 الأمير يحيى بن إبراهيم (الزعيم السياسي) :

كان الأمير يحيى بن إبراهيم سيدًا مطاعًا فى قَومه لِما عُرفَ عنه مِن شجاعة وكرم وجود وقدرته القيادية العالية، واشتهر برجاحة عقلة ونفاذ بصيرته وسداد رأيه وحرصه على هداية قَومه. 

خرج هذا الأمير الجليل من ديار المُلَثَّمين قاصدًا بيت الله الحرام, لأداء فريضة الحج تاركًا الحكم لابنه إبراهيم عام 427هـ - 1035م ......(*1). 

وكانت العادة أن يقترنَ الحج بطلب العلم، وبعد أداء الفريضة، انطلق الأمير يحيى يبحث عن المعرفة فى مدارس المغرب الفقهية طالبًا للعلم لإرواء روحه الظمأى إلى نور المعرفة الإسلامية التى اندرست معالمها فى بلاده...

ورمتْ به أقدارُ الله فى حَلَقَةِ علم لإمام المغرب فى زمانه فى مدينة القيروان وهو الإمام أبو عمران الفاسي الذى تعلَّقت نفسُ الأمير يحيى بتعاليمه وفقهه، فوقع في قلبه...

 فعرض نفسه على الإمام أبى عمران الفاسى الذى ورث زعامة المدرسة المالكية التى انتصرت على الهيمنة الإسماعيلية العبيدية الباطنية الرافضية، واستردَّت حريتها كاملة بعد جهادهم المرير الذى أصبح مَعْلَمًا من معالم أهل السنة فى الشَّمَال الإفريقي. 

وأُعجِبَ الشيخ أبو عمران بالأمير يحيى لما لمسه فيه من حبه للخير وحرصه على التعلم، وتحدث إليه الأمير عن سوء الأحوال الاجتماعية فى بلاده، وجهل قبائلها بأصول الدين وفروع الشريعة، وطلب من أبى عمران أن يبعث معه أحد طلبته ليعلم قَومه أصول الفقه والشريعة الإسلامية..(*2). 

وتذكر بعض كتب التَّارِيخ، أن أبا عمران الفاسي هو الذى وضع الخطوط الأولى مع الزَّعِيم يحيى بن إبراهيم لقيام دولة صحراوية سنية فى المغرب على أسس دينية صحيحة، كي تستطيع القضاء على الفوضى السياسية والدينية التى كان المغرب يتخبط فيها منذ سنوات عديدة...

وفى ذلك يقول صاحب كتاب «بعض مشاهير أعيان فاس في القديم» : 

«ولما اجتمع أبو عمران مع يحيى بن إبراهيم، ندبه إلى قتال برغواطة، وقتال زناتة على ما صدر منهم من الظلم، واستنزال رؤسائهم من الولاية، فوعده يحيى بالنهوض إلى ذلك» ........ (*3). 

وكان يحيى بن إبراهيم حريصًا على أخذ فقيه وعالم معه إلى قَومه، ورأى أبو عمران الفاسي مِن أجل تحقيق الأهداف التى رسموها, أنه لابُدَّ من المرور بمراحل ضرورية فى بناء الدولة المنشودة, من مرحلة التعريف بالمنهج وتكوين أفراده وتربيتهم عليه, وتنفيذ السياسة المرسومة بعد التكوين الى الوصول إلى مرحلة القُوَّة والتَّمكين. 

فأحال أبو عمران أمير المُلَثَّمين على تلميذ له فى بلاد السوس فى أقصى المغرب، وهو الفقيه وجاج بن زلوا اللمطي، الذى كان يقيم فى رباط هناك بمدينة نفيس يسمى دار المرابطين، ومن هذا الرِّبَاط أرسل وجاج صحبة هذا الأمير الفقيه عبد الله بن ياسين الجزولي ليفقه هؤلاء الصحراويين فى أمور دينهم. 

وكان يحيى بن إبراهيم بجانب تفكيره فى إخراج قَومه من الظُّلُمَات إلى النُّور يفكر فى إنقاذ قَومه من الهيمنة الزناتية الظالمة, التى كانت قبائل صنهاجة المُلَثَّمة تعاني من جورها وقسوتها وإذلالها وإهانتها. 

 لقد رأى الأمير يحيى أن طريق عزة قَومه فى تمسكهم بالإسلام الصحيح، وقد لاحظ الأمير يحيى بن إبراهيم أن كلَّ مَن حرَّكوا القبائل البربرية وهيأوها لإنشاء الدول، كانوا جميعًا من المتحمسين مِن علماء الدين، أو أصحاب الدعوات الدينية سواء كانت خارجية بدعية، أو إسماعيلية كفرية، أو إدريسية مالكية،...

 مِن أمثال :

● أبي الخطاب عبد الأعلى بن السمح المعافرى الخارجي، 

● وأبي عبد الله الشيعى الباطني، 

● وإدريس بن عبد الله بن الحسن ابن على بن أبى طالب.

وحتى أن برغواطة ذات الديانة الشركية المجوسية اليهودية تزعَّمَها رجل يدَّعى أنه مِن أهل العلم، وهو ميسرة الفقير، وحتى قبيلة غمارة تزعمها صالح البرغواطي الذى زعم أنه «صالح المؤمنين» الذى ورد ذكره فى القرآن. ...(*4). 

لقد مرت هذه الجولة التاريخيّة فى ذاكرته فحرص على الاهتمام بالشيخ عبد الله بن ياسين الرجل الفقيه العالم السني ليعلم قَومه ويزكيهم ويفقههم. 

وفي نفس الوقت كان الأمير يحيى بن إبراهيم يخشى من خطر الجنوب ويهتمُ بدعوة القبائل الوثنية للإسلام. 

وبدأ الأمير يحيى فى شق طريقه المليء بالأشواك من أجل إنقاذ قَومه وإعزازهم فى الدنيا والآخرة، ورجع إلى أهله وعشيرته ومعه الرجل الربَّاني والفقيه المالكي والمربي الصبور والزَّعِيم الديني الإمام عبد الله ياسين، زمانه.

--------------------------------------------------------------------- 

ولابد لنا من التعرف على هذا الشيخ أبي عمران الفاسي الذي غير مسار التاريخ والذي وضعته الأقدار في طريق أمير الملثمين يحيى بن ابراهيم بالمصادفة فأهداه الشيخ الفذ عبدالله بن ياسين الزعيم الديني لدولة المرابطين . 

----------------------------------------------------------------------

🚩 الشيخ أبو عمران الفاسي 368 هـ - 430 هـ

(مهندس الخطوط العريضة لدولة المرابطين ) 

ذكر القاضي عياض فى «ترتيب المدارك وتقريب المسالك لمعرفة أعلام مذهب مالك» ترجمة أبي عمران الفاسي فقال: «هو موسى بن عيسى بن أبي حاج بن وليم بن الخير الغَفَجُومي، وغَفَجُوم فخذ من زناتة من هوارة، وأصله من فاس، وبيته بها بيت مشهور، يعرفون ببني أبى حاج، ولهم عقب، وفيهم نباهة إلى الآن»........(*5). 

☆ تفقَّه بالقيروان عند أبي الحسن القابسي، وسمع بها من أبي بكر الدويلي، وعلي بن أحمد اللواتى السوسي،.

☆ ورحل إلى قُرْطُبَة، فتفقَّه بها عند أبي محمد الأصيلي، وسمع الحديث من أبي عثمان سعيد بن نصر، وعبد الوارث بن سفيان، وأحمد بن قاسم، وغيرهم،..

☆ ثم رحل إلى المشرق، فحج ودخل العراق، فسمع من أبي الفتح ابن أبي الفوارس، وأبي الحسن علي بن إبراهيم المستملي، وأبي الحسن الخضر، وغيرهم من العراقيين (*6)، 

☆ ودرس الأصول على القاضي أبي بكر الباقلاني، وسمع بالحجاز من أبي الحسن بن أبي فراس، وأبي القاسم السقطي، وبمصر من أبي الحسن ابن أبي جدار، وأحمد بن نور القاضي.

☆ ثم رجع إلى القيروان، وسكنها، وأصبح سيدها المطاع، وأقبل عليه طلاب العلم من كل صوب، وطارت فتاويه فى المشرق والمغرب، واعتنى النَّاس بقوله.....(*7). 

💧 ابتدأ نشاطه العلمي سنة 402هـ، حين عاد من المشرق، فقد جلس للطلبة فى المسجد، وفى داره أيضًا، وسرعان ما عُرف قدره، واشتهرت إمامته، وطار ذكره فى الآفاق...

وقد خلف الإمام القابسي المتوفى سنة 403هـ، فى نشر علوم السنة فى إفريقية ورئاسة العلم بها, ورحل إليه النَّاس من الأقطار لسماع مروياته واستجازه من لم يستطع الاجتماع به ..........(8). 

💧 وكان يجلس فى حلقته العِلمِيَّة من بعد صلاة الصبح إلى صلاة الظهر، يحدثهم ويملي عليهم، ويقرأ لهم، «فلا يتكلم بشيء إلا كُتب عنه إلى أن مات». 

وكان يحدثُ بصحيح البُخارى و «التَّارِيخ الكبير» له أيضًا، و«تصحيف المُحَدِّثِين» للدارقطني، وكان يحدّث كذلك بمصنفاته فى الحديث والرجال والفقه، وقد انتشرت روايتها فى الأَنْدَلُس أيضًا عن طريق تلاميذه من أهلها .....(*9). 

💧 وكان متضلعًا فى كلام الرواة جرحًا وتعديلاً، ومعرفة سيرهم ووفياتهم وغير ذلك. 

وكان العامة من أهل القيروان خصوصًا يرجعون إليه فيما يلم بهم ويستفتونه؛ كما كان الموفدون فى مهمات سياسية إلى القيروان يسألونه ويستفتونه ويستفيدون من علمه. 

وكان له اهتمام بالبلاد البعيدة ويرسل إليها من يقَوم بنشر العلم كما حدث فى اهتمامه بصحراء المغرب، وما نتج عن ذلك الاهتمام من قيام دولة المرابطين فى تلك المناطق النائية ....(*10). 

وقد تتلمذ عليه عدد كبير من النَّاس من أهل إفريقية والمغرب، والأَنْدَلُس، وصقلية، قال الذهبي: «تخرَّج بهذا الإمام خلق من الفقهاء والعلماء»(*11). 

🍂 ثناء العلماء عليه : 

● قال تلميذه الحافظ حاتم الطرابلسي : 

«لقيتُه بالقيروان فى رحلتى سنة 402هـ، وكان مِن أحفظ النَّاس, وأعلمهم وكان قد جمع حفظ المذهب المالكي، وحفظ حديث النبي صلى الله عليه وسلم , والمعرفة بمعانيه، وكان يُقرئ بالسبعة، ويُجودها مع المعرفة بالرجال، والمعدلين منهم والمجرحين. . . » ..... ..(*12). 

● وقال الذهبي :

 «الإمام الكبير العلامة عالم القيروان. . . أحد الأعلام. . . تخرَّج به خلق من الفقهاء والعلماء»...... ...(*13). 

● وقال أبو بكر الباقلاني لأبي عمران الفاسي: 

«لو اجتمعت فى مدرستي أنت وعبد الوهاب بن نصر- وكان إذ ذاك بالموصل – لاجتمع فيها علم مالك : أنت تحفظه، وهو ينصره لو رآكما مالك لسر بكما» ......(* 14). 

هذه ترجمة موجزة لواضع الخطوط العريضة لدولة المرابطين الشيخ أبو عمران الفاسي؛ وقد تُوفى - رحمه الله - سنة ثلاثين وأربعمائة من الهجرة. 

---------------------------------------------------------------------

    🚩 الشيخ عبد الله بن ياسين  :

     الزعيم الديني لدولة المرابطين 

هو عبد الله بن ياسين بن مكوك بن سير بن على الجزولي، أصله من قرية «تماماناوت» فى طرف صحراء غانة...(*15). 

درس على فقيه السوس وجاج بن زلوا، رحل إلى الأَنْدَلُس فى عهد ملوك الطوائف وأقام بها سبع سنين....(*16),

 واجتهد فى تحصيل العلوم الإسلامية, ثم أصبح مِن خيرة طلاب الفقيه وجاج بن زلوا فعندما طلب أبو عمران الفاسي مِن تلميذه وجاج ابن زلوا أن يرسل مع يحيى بن إبراهيم فقيهًا عالمًا دينًا تقيًا مربيًا فاضلاً وقع الاختيار على عبد الله بن ياسين الصنهاجي الذى كان عالمًا بتقاليد قَومه وأعرافهم وبيئتهم وأحوالهم. 

ودخل عبدُ الله بن ياسين مع يحيى بن إبراهيم فى مضارب ومواطن ومساكن المُلَثَّمين من قبيلة جدالة فى عام 430 هـ/ 1038م فاستقبله أهلُها واستمعوا له، وأخذ يعلمهم، فكان تعليمُه باللغة العربية لطلبة العلم، والإرشاد الديني للعامة بلهجة أهل الصحراء البربرية. 

لاقى عبد الله بن ياسين كثيرًا من الصعوبات، فقد وجد أكثر المُلَثَّمين لا يصلون ولا يعرفون من الإسلام إلا اسمه، وعم الجهل عليهم، وانحرفوا عن معالم العقيدة الصحيحة وتلوثت أخلاقُهم وأحكام دينهم، واصطدمت تعاليمه بمصالح الأمراء والأشراف، فثاروا عليه، وكادوا يقتلوه، إلا أنه ترك قبيلة جدالة، وانتقل إلى قبيلة لمتونة، ومِن ثمَّ اختار رباطه المشهور على مصب نهر السنغال، بعد انتشار صيته، وتعلُّق النَّاس به، فهرعوا إليه ليربيهم وينظمهم ويعلمهم. 

ومِن خلال كُتب التَّارِيخ نستطيع أن نقول: إن عبد الله بن ياسين – رحمه الله- نجح فى رسالته الدعوية لأسباب مُهمَّة يجب أن يعرفَها الدعاةُ إلى الله، ألا وهي ما وهبه الله مِن صفات فطرية، وما اكتسبه فى حياته من صفات عقلية، وصفات حركية. 

🍁 ومِن أهم الصِّفَات الفطرية التي تظهر لنا من سيرته : 

💧الذكاء :

 فكان -رحمه الله- عميقَ الفهم, صاحب حجة، يُقيم الدليل على خصومه من الفقهاء، والمحليين الذين تحالفوا مع الأمراء والأعيان للقضاء عليه أو طرده. 

واختياره لمكان أنسب لتربية أتباعه وتعليمهم يدل على ذكائه وبعد نظره, ويظهر ذلك فى حروبه التى خاضها لتوحيد القبائل الصنهاجية، ثم انتقاله للقضاء على المخالفين له فى المنهج والمعتقد والتصوُّر. 

💧 الشجاعة :

 حيث إنه دخل الصحراء داعيًا إلى الله تعالى مع إن غيره مِن تلاميذ أبي عمران الفاسي اعتذروا وكذلك من تلاميذ وجاج بن زلوا. 

وامتازَ بشجاعة وصلابة عظيمة فى دعوته وأمره بالمعروف ونهيه عن المنكر، وفى جهاده حتى إنه استشهد فى إحدى معاركه ضد أعدائه. 

فكان شُجاعًا عظيم الاحتمال، ومارس أفضلَ الشَّجَاعَة، ألا وهي الصَّراحة فى الحقِّ، وكتمان السرِّ إذ إنه كان قد خطط مع يحيى بن إبراهيم المراحل العِلمِيَّة ولم يتسرَّب منها شيء لأعدائه حتى أخذت حيز التنفيذ. 

والشَّجَاعَة فى الحق وفى ميادين القتال بالنسبة للمُسْلِم تدلُّ على قُوَّة عقيدته وسلامتها من غَبش التصوُّر وانحراف المنهج، ومن المعلوم أن صفاء العقيدة يرفع الهمة وينمى الشَّجَاعَة، ويلهب المشاعر، ويذكى الروح, ويربط الفؤاد وينور العقل، ويوسِّعُ المدارك، والعاملون فى الدعوة إلى الله ينبغى عليهم أن يكونوا شجعانًا فهي منه وإليه. 

🔵 رحم الله الشيخ عمران و عبد الله بن ياسين و الأمير يحيى ولنكمل حديثنا عنهم لاحقا ان شاء الله 🔵

---------------------------------------------------------------------

(*1) انظر: دولة المرابطين في المغرب و الأندلس، ص19. 

(*2) انظر: تاريخ المغرب والأندلس فى عصر المرابطين، ص (38). 

(*3) انظر: فى تاريخ المغرب والأندلس، د. أحمد العبادي، ص271. 

(*4) انظر: معالم تاريخ المغرب والأندلس، د. حسين مؤنس, ص 160. 

(*5) ترتيب المدارك، الطبعة المغربية، (ج7/243-244). 

(*6) المرجع السابق. 

( *7) انظر: مدرسة الحديث فى القيروان(ج2/765-766). 

(*8؛ *9؛*10) انظر: مدرسة الحديث فى القيروان (ج2/ 765-766)

(*11) سير أعلام النبلاء (ج17/546). 

(*12) ترتيب المدارك (ج7/246) الطبعة المغربية. 

(*13) سير أعلام النبلاء (ج17/545-456). 

(*14) ترتيب المدارك (ج7/246) (ج7/52).

(*15) دولة المرابطين، ص (21) 

   نقلاً عن البكري المغرب, ص (165)         

(*16) ابن الخطيب, الخلل, ص (191). 

☆☆ فقه التمكين في دولة المرابطين ص16-12

---------------------------------------------------------------------